اجول و حدي في ظلّ ليلة غائمة
ابحث عن نفسي او عن قطعة من احلامي الغائبة
وحيدة اركض تحت زخّات المطر التي تداعب شفتيّ
تحرّكني رياح غاضبة لتأخذني إلى .. إلى اين ؟
ليتك تأخذينني الى النّسيان
ليتك تتحولين الى اعصار جارف
لعلّي ارتاح من هذه الآلام ، لعلّي اكفّ عن الهذيان
و سوف تسألينني ايّ آلام هذه التي تجعلكِ تتمنّين هذا الآن ؟
و لكنّي لن اجد اجابة ترضيكِ و ترضيني
هل لأنّي لا اعرف نفسي ؟
هل لأنّي مازلت ابحث عن معنى لوجودي ؟
لقد كنت اخدع نفسي و أخدع من يحيط بي بآبتساماتي
جعلتهم يظنّون أنّ لا شيء اغلى من حياتي
كذبت ، تهت ، احترت ..
سئمت من حياة لا تعني لي شيئا
ضجرت من انتظار موت لا تنوي مجيئا
هل من مخرج ؟ هل من مفرّ ؟
هل سيأتي يوم اقف فيه تحت المطر
لأذوب كطعة سكّر ، كالثلج على سفح الجبل ..
وها أنا اضحك ، استهزء بنفسي
ألومها ، و لكن لماذا ؟ لأنّي لم افهمها
أحتقرها لأنها حرمتني من متعة اكتشافها
منعتني من معرفة سبب بؤسها و احزانها
ابعدتني عن اقرب الطرق للغوص في كيانها
لعلاج جروحها التي سبّبها الزّمن
لإيجاد مخرج من هذا الضياع
و توقّفت المطر .. و احسست كأن قطعة من جسدي
اقتلعت ، تبخّرت ، زالت عن الوجود
و مع بزوغ اشعّة النّور من وراء الظلام الذي
تمنّيت ان لا يزول
احسست انّي لا انتمي إلى هذا الوجود
احسست انّ هذا الكون لا يسعني ،
انّ الخوف من الاندماج يمنعني
من ان اجد نفسي وسط هذا الزّحام
زحام الافكار و المشاعر
زحام الألم و الخوف من الآخر
متى تحين ساعة اللقاء بكِ يا نفسي
يا معذبتي ، يا سارقة نومي و سبب بؤسي ..
الارهاب طلّ من راس الجبل
قال تونس ، تونس هيّ الحلّ
باش نخلّطوك عاللي سبقوك
باش نفجّرو اللي يزوروك
باش نقتلو اللي يحبّو يحميوك
يا ارهابي منين جابوك ؟
علاش بعثوك ؟ و قدّاه خلّصوك ؟
زعما هاذا الكلّ جهاد ؟
والا شماتة في العباد ؟
لا قاعدة ، لا راقدة لا متّكية
تونس ديما واقفة و باش تقعد واقفة
على سقّيها واقفة ، على قلوبنا قاعدة و على ريوسنا متّكية
منين جيتو يا قوم الجهاد و الرّجعيًة
و علاش توّ ؟ توّ برك هداكم ربّي للثنيّة ؟
بلاصتكم موش لهنا ، و ماكمش باش ترقدو مع ال 72 حوريّة
تونس ماهيش باش تولّي تونستان
و ماهيش باش تجي تحت يديكم يا اهل الجهل و النّكران ..
يا تونس يا للاّت الملوك
شبيهم بين ليلة و نهار هزّوك و نفضوك ؟
شبيهم اللي هاذا ولّا يشري في الشبوك ؟
و انتي جيت في الوسط ، ياخي هوما امّك والا بوك ؟
حرت فيهم و حرت معاك و ملقيتش كيفاش باش نرجعوك
معزّة مكرّمة لا يحكم فيك لا مالك و لا مملوك
قبل كنت تعاني من سارق و تو جاوك اللي باش يشنقوك
النّاس اللي تخبز و النّاس اللي تڨعرهم و الزّوز في شعبك كرّهوك
ناس دخّلتّك في حيط و ناس بين نارين علّقوك
نار الحرّية و نار عبادك اللي ماحبّوش يتوحّدو باش للدّيمقراطيّة يوصّلوك
بدموعك يا تونس باش يطفّيو النّار اللي بيها شعّلوك
اما اناهي النّار ؟ نار اللي يستغلّو في الدّين باش في جيبهم يحطّوك ؟
والا نار الكلاشات اللي بدات تخبط و بيها خنقوك ؟
يا تونس شكون يدوّر فيك ؟ شكونهم هاللي ماهمش ناويين يسيّبوك ؟
شكونهم هاللي قسّمولك شعبك ، عباد معاهم و عباد عمرهم ما يخونوك ؟
يا تونس غصّتي في قلبي و نحب نشكيلك اما يزّيك مالمشاكل اللي تعّبوك
اشكيلي انتي ، احكيلي ، ابكيلي ، خلّينا مرّة وحدة في تاريخك نوحّدوك
آه يا تونس جا النهار اللي فيه مرمدوك
كان جيت في بلاصتك راني نطقت ، حلّفتك بترابك الغالي قلّنا كيفاش نخدموك
عيّط ، صيح ، قلنا كيفاش من هالحالة نخرّجوك
تعبنا و تعّبناك معانا و حرنا كيفاش نصونوك
زعما يجي نهار و للضّو نخرّجوك ؟
والا باش نقعدو طول عمرنا في الظّلمة نحبّوك ؟
وقتاش يجي النّهار اللي فيه تقوللنا مبروك
مبروك عليكم بلادكم و تسامحنا و في قلوبنا نسكّرو عليك و نخبّيوك
سامحنا يا تونس رانا لتو لانا عارفين وين باش نهزّوك ..